هوية البلدة
تقع جويا في وسط جبل عامل جغرافياً، تبعد عن: العاصمة بيروت 95 كلم. وعن مركز المحافظة صيدا: 54 كلم. ترتفع عن سطح البحر حوالي 400 م. تبلغ مساحتها حوالي 11 كلم مربع، وعدد سكانها حوالي 20 ألف نسمة، موزعين بين مقيم ومغترب، المقيمون هم حوالي 7500 نسمة، شتاءً و 8500 صيفاً. معظم أبناء جويا المغتربين موجودون في أفريقيا (نيجيريا – أبيدجان ...).
عرف العمل البلدي فترات انقطاع خلال الحرب الأهلية، إلى أن تم اجراء أول انتخابات بعد الحرب في العام 1998، ثم العام 2004 والعام 2010، والمجلس البلدي في جويا مكون من ثمانية عشر عضوًا، يترأسه الدكتور مصطفى نور الدين.
للتواصل مع بلدية جويا: هاتف07410160 – 07410166
موقع البلدية على الانترنت
web: jouwayasite.com
إعداد : منهال الأمين
تصوير: أحمد يوسف – ارشيف البلدية
تخطو جويا، القرية والبلدة، خطوات واثقة نحو تحوّلها مدينة نموذجية. مدينة، ولكنها لن تفرّط بطبيعتها الجميلة، ولا بالتنظيم المدني في التوسع العمراني الذي تشهده منذ سنين.
وتلك المدينة ـ البلدة الوادعة، تستقبلك سهلا نحو صور، من سهل المجادل، وواديًا نحو الجنوب، من وادي جيلو باتجاه جبل عامل، متوسطة ثلاثة من الأقضية الكبرى في هذا الجبل الشامخ، العابق بالتاريخ والعلم والتضحيات، ولجويا نصيب وافر منه ومن تاريخه. فهي تربط أقضية بنت جبيل وصور والنبطية، وكذلك تعد جسراً بين محافظتي الجنوب والنبطية. موقعها وتاريخها، ونبوغ ابنائها علماً وأدباً وتجربة ثقافية واجتماعية واقتصادية واعدة، وحتى مشاركة سياسية في حقبات عدة، إضافة إلى رصيد اغترابي زاخر لأبنائها في شتى اصقاع الأرض، جعل منها مركز استقطاب لمحيطها في الماضي، وما تزال حتى يومنا هذا، ولكن طبعا، مع تبدل في الانشطة التي تكوّن عامل الاستقطاب على مر السنين. فبحسب السيد محسن الأمين(قده) في خطط جبل عامل، فإن جويا كانت محط رحال أهل العلم في السابق، منذ سكنها الشهيد الشيخ علي خاتون، الذي قتله الجزار، واستمر النشاط العلمي فيها مع علماء آخرين، وأنشئت فيها مدرسة علمية، آثارها قائمة حتى اليوم. كذلك في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كانت مدرسة جويا مقصدًا للطلاب من مختلف القرى المحيطة، وحاليا فيها معهد جامعي ومدارس خاصة ورسمية، تضطلع بالدور نفسه، إضافة إلى تمركز عدد من الإدارات الرسمية فيها، وهذا ما يجعلها أيضًا مركز استقطاب اداري.
يعود تاريخ أول مجلس بلدي عرفته جويا، إلى العام 1924، حين عينت سلطات الانتداب الفرنسي مجلسًا بلديًا لإدارة شؤون البلدة، مكون من رئيس وخمسة أعضاء.
اليوم فان بلدية جويا خلية عمل لا تهدأ.. انجازات تتراكم في شتى المجالات، وطموح كبير ليس على الورق.. بل إنه برنامج عمل تضعه البلدية للسنوات القليلة المقبلة. وهي ترى أنه بإرادة ابنائها المقيمين والمغتربين ستكون كفيلة بتحقيقه.
هنا مساحة للحديث عن جويا البلدة والبلدية:

البدايات
منذ عشرات السنوات، وجويا تتكرس يوماً بعد آخر، كمركز للإدارات الحكومية: محكمة (شرعية – مدنية – جزائية) - مركز أمن عام إقليمي - فصيلة درك ( 38 قرية) - دائرة نفوس (35 قرية)- أوجيرو- دفاع مدني - مركز بريد..
بالرغم من ان قسما كبيرا من اراضي البلدة مغروس بأشجار الزيتون الا انه ليس هناك زراعات يعتد بها في البلدة، ولا حتى تربية مواشٍ، ولكن النشاط الزراعي التجميلي مزدهر فيها، إضافة إلى أنواع الشجر المثمر، ويقدر مجموع أشجارها بخمسة وثلاثين ألف شجرة.
بما أن البلدة لا نشاط زراعيا فيها، فإنها تعتمد بشكل كبير على ما تعنيه للمحيط من نشاطات اقتصادية أخرى، يأتي في طليعتها، كونها تحولت مركزًا إداريًا وتربويًا، ثم إن القطاع الهندسي والعقاري ناشط جدًا في البلدة، إذ يعمل من ابنائها الكثيرون في مجال الهندسة والبناء، وتغطي اعمالهم قرى وبلدات المحيط. إضافة إلى عشرات العاملين والحرفيين في المهن المتعلقة بهذا القطاع، من بناء ونجارة وحدادة وغيرها. كذلك هناك بعض الورش الصناعية الخفيفة، كالميكانيك وكهرباء السيارات ومعامل الالمنيوم ... الخ.
شراكة مع الاغتراب
لا يمكن الحديث عن جويا، من دون التطرق إلى واقعها الاغترابي، وهو يعد جزءا اساسياً من نهضة البلدة، في المجالات كافة، إذ لا يكاد يخلو بيت في جويا، إلا وله مغترب هنا او هناك في بلاد الاغتراب. وهذا الواقع يؤثر بشكل كبير على امكانيات أهالي البلدة وواقعهم الاقتصادي، وقد عقدت البلدية الحالية شراكة حقيقية مع قطاع الاغتراب، بحيث اصبحت مساهمات ابناء البلدة المغتربين، تغطي نسبة كبيرة من تكاليف المشاريع التي تنفذها البلدية داخل جويا. حتى إن البلدية اعتمدت في كثير من مشاريعها على هذا المخزون "البلدي"، وإلا فإن ميزانيتها من الصندوق المستقل، لا تكاد تغطي مشروعًا او اثنين، من مجموع ما نفِّذ حتى الآن من مشاريع، أو ما سينفذ.
والبلدية وضعت في اولوياتها الاهتمام بربط المغترب ببلدته، بشكل لا يقتصر على ما يمكن ان يحوله لذويه من أموال فقط، وإنشاء مشاريع خاصة، او تقديم مساعدات عينية ومادية للمحتاجين، أو مثلا من خلال قضاء عطلة الصيف أو غير ذلك، بل عملت على وضع خطة تواصل لإشراك المغتربين في مسيرة بناء بلدتهم. فهذا القطاع يفتقد إلى التوجيه، على الرغم من أنه قديم العهد، ولذا فإن البلدية وجهت وفدًا منها إلى نيجيريا، في محاولة للاستفادة بأكبر قدر ممكن من طاقات أبناء البلدة هناك وإمكانياتهم. وكذلك في مرحلة لاحقة هناك مخطط لتوجيه المال الاغترابي نحو مشاريع استثمارية وتنموية متنوعة في البلدة، تساهم في تشغيل اليد العاملة، وفي رفع مستوى الوعي والواقعين الثقافي والاجتماعي لأبناء البلدة.
والبلدية تدعم وترعى كل عام مهرجان المغترب الذي ينظمه نادي جويا ، على مدى اسبوع كامل، ويتضمن أنشطة متنوعة، رياضية وثقافية وغير ذلك.
والبلدية لا تتلقى أية مساهمات او دعم من جهات مانحة، إنما هي في مشاريعها تعتمد بشكل تام على موازنتها، وبشكل أكبر على مساهمات ابناء البلدة المغتربين.
المستقبل .. جويا المدينة
تقول ورقة العمل التي تضم مخططات البلدية للمستقبل: إن عبارة "جويا المدينة" يجب أن تكون عنوان الخطط والدراسات التي ستحكم عمل البلدية طيلة السنوات الخمس القادمة، ومن اجل تحقيق هذا الهدف يستوجب التالي:
1- وضع مخطط توجيهي متكامل
2- استكمال وتطوير البنية التحتية
3- استكمال الإدارات الرسمية
والناتج من هذه النقاط الثلاث هو التالي :
اولا: نقل جويا من واقع إلى واقع افضل
ثانياً : تكريسها كمركز استقطابي للمحيط، من خلال تفعيل واقعها الخدماتي، عبر دعم مؤسساتها التربوية، وتفعيل واقع الادارة واستحداث مزيد من الدوائر الرسمية فيها، ومواكبة ذلك بنشاط اقتصادي مطّرد، عبر تشجيع ابناء البلدة على الاستثمار وإنشاء المشاريع الانتاجية والخدماتية المتنوعة.
ثالثًا: تأمين كل متطلبات تحول البلدة إلى مدينة داخلية نموذجية.
الانجازات
منذ انطلاقتها في دورتها الجديدة وضعت بلدية جويا خطة شاملة، تتضمن مخططات ودراسات لمشاريع تفصيلية، ضمن رؤية البلدية بأن التخطيط هو الأساس. ولذا كان من الواجب انجاز العمل في العناوين التالية: وضع قاعدة بيانات عقارية وسكانية، وإحصاءات عامة لمختلف الانشطة الاقتصادية، والموجودات الشخصية والعامة.
أما على مستوى ما أنجز فيمكن اختصاره بالتالي:
ـ تأمين مياه الشفة لمختلف انحاء البلدة وحل مشكلة التغذية بالمياه بشكل جذري وخاصة في حي المساكن الخيرية، وذلك عبر حفر بئرين ارتوازيتين وإنشاء خزان مياه سعة 500 متر مكعب على نفقة محسنين من ابناء البلدة، كذلك القيام بأعمال الصيانة الدورية لشبكة المياه الموجودة وتطويرها.
صيانة وتوسعة شبكة الطرق في البلدة لتغطي اغلب النطاق البلدي حيث قامت البلدية بتعبيد اكثر من 2 كلم من الطرق الجديدة وصيانة اكثر من 20 كلم من الطرق القديمة، كماة تم تخطيط حوالي 12 كلم من الطرق المستحدثة، ومن الناحية العمرانية تعمل البلدية على تطبيق مواصفات التنظيم المدني مع التشدد في ذلك، في كل مباني ومنشآت البلدة، العامة والخاصة. وفي هذا الاطار فان البلدية كانت حاضرة في التصدي لكل محاولات التعدي على المشاعات، أو البناء غير الشرعي.
مشاريع تربوية وثقافية: دعم المدرسة الرسمية، نقل المدرسة الابتدائية إلى المجمع التربوي، بعد تجهيزه بالكثير من المستلزمات (سياج، صيانة الكهرباء والمياه، أبواب حديدية ...)، دورات تقوية صيفية للطلاب، ودعم نادي جويا ( وهو نادٍ ثقافي رياضي اجتماعي، تأسس منذ عام 1962) من خلال تأمين المستلزمات الشهرية التي يتطلبها عمل النادي، سواء لناحية بدلات الموظفين أو دعم المكتبة العامة وقاعة الكمبيوتر وغير ذلك من نشاطات.
مشاريع اجتماعية وعامة:
أخذت البلدية على عاتقها الجانب الاجتماعي في البلدة من خلال تقديم مساعدات للمحتاجين والفقراء، طبياً وعينياً ومادياً.
ـ رعاية الأوقاف والعناية بها (الحسينيات، المساجد، المدافن).
ـ إنشاء موقع على شبكة الانترنت للتعريف بأخبار البلدة ونشاطات البلدية وتأمين التواصل بين ابناء البلدة، مقيمين ومغتربين.
البيئة: اهتمت البلدية بهذا الجانب بشكل كبير فعمدت الى التعاقد مع شركة خاصة لجمع النفايات وكنس الطرقات (مرتين باليوم). كما أقامت ندوات متخصصة وعامة حول تدوير النفايات. اضافة الى رش مبيدات للحشرات طيلة أشهر فصل الصيف.
وعلى مستوى الأشجار فان البلدية قامت بتشجير جانبي الطرقات في معظم انحاء البلدة، من خلال غرس حوالي 5000 شجرة خلال العام 2011، موزعة بين صنوبر وخروب وشجر زينة متنوع، فضلاً عن رعايتها بشكل مستمر، اضافة الى إنشاء عدد من الحدائق العامة. وحاليا هي بصدد استكمال تجهيز حديقة السهيلة ومساحتها 10000 متر مربع.
إدارية داخلية: برمجة ومكننة الادارة ومتعلقاتها وهيكلة الوظائف وإجراء توظيفات وتعاقدات حسب الحاجة (إداريين وشرطة)، وشملت هذه الوظائف ما يلي: سكرتاريا، قلم، عامل اداري، جابي، أمين صندوق، محرر، شرطة عدد 7.
وقد استطاعت البلدية ترشيد الانفاق، بعشرات الملايين من الليرات، من خلال إدارة حقيقية لحركة الموظفين ومنها توزيع دواماتهم بشكل صحيح.
ولم تقتصر رعاية البلدية على أعمالها فقط، بل تعدتها الى الاهتمام بالمؤسسات الرسمية والأهلية الموجودة ضمن نطاقها ومنها مستوصف ومركز تدريبي لوزارة الشؤون الاجتماعية، مستوصف للهيئة الصحية الاسلامية (غرفة طوارئ). ومركز دفاع مدني (تأمين اطفائية واسعاف).
وبمحصلة العمل البلدي خلال سنتين، فإن البلدية وضعت خطة من 53 مشروعًا، نفذت منها حتى الآن 48، بين دراسات وتنمية وإدارة وثقافة وعمل اجتماعي.
المشاريع المستقبلية
هناك مشاريع تأخذ بعدا استراتيجياً، يتطلب تنفيذها الكثير من الامكانيات، طبعا سيكون لقطاع الاغتراب مشاركة أساسية في هذه الاستراتيجيا، حيث تضع البلدية في خططها تفعيل دور الاغتراب من خلال اشراكه في العملية التنموية والتركيز على الاستثمار في الصناعات الخفيفة، فضلاً عن توجهها الى انشاء سوق تجاري ومنطقة صناعية، وهناك ارض مفرزة لهذه الغاية، والمشروع بحاجة إلى البدء بالتنفيذ.
ـ القصر البلدي: إنشاء قصر بلدي، حيث تتخذ البلدية حالياً من الطابق الخامس في السراي مقراً لها، وستنتقل قريبا إلى المبنى الجديد، وهو عبارة عن مدرسة قديمة، قدمها احد المتبرعين للبلدية، وتبلغ كلفة المشروع حوالي 300 مليون ليرة، وهو قيد الانجاز.
ـ مشروع شبكة الكهرباء وخاصة الأحياء القديمة.
ـ شبكة الصرف الصحي (قيد التخطيط والتنفيذ).
بيئياً: حل مشكلة التخلص من النفايات، إنشاء محمية طبيعية، على مساحة 120 دونما، حيث تم غرس آلاف أشجار الصنوبر والخروب، بحيث تصبح المحمية مشروعاً بيئياً وانتاجياً، وإنشاء المزيد من الحدائق العامة.
المخطط التوجيهي
هذا المخطط الذي تتم دراسته على أسس علمية بحسب المعايير العالمية ويعتمد على التالي:
1- وضع الكتاب الأبيض Livre Blanc.
2- وضع قاعدة بيانات تغطي مختلف النواحي في البلدة.
3- وضع المخطط التوجيهي للبناء – تصنيف الأراضي.
4- وضع المخطط التفصيلي الذي يشمل دراسات وخطط البنى التحتية من صرف صحي وشبكة مياه الشفة والكهرباء، بالإضافة إلى تخطيط الطرق وممرات المشاة والمساحات الخضراء.
5- تحديد الحاجات العمرانية للبلدة بحسب التوسع السكاني، من إدارات ومبانٍ خدمية وتجارية وثقافية.